السلام عليك ورحمة الله وبركاته.. أتمنى يا دكتور تقرا ايميلي وترد عليه فأنا بحاجة ردك.. عندي مشكله بسيطه..أنا عمري 23 سنه انخطبت قبل 7 اشهر وزواجي بعد عدة أشهر...
مشكلتي أني طويلة القامة وخطيبي قصير القامة أرقتني هذه المشكلة طيلة الشهور الماضية بالاضافه الى تعليقات كل من حولي على عدم تناسق أحجامنا..
والمشكلة الأخرى أن خطيبي شبه ساكت لا يتكلم إلا في النادر وكلامه قلييييل جدا..وما قدرت افسر سكوته ويقول هذي طبيعته وأنا مليت من سكوته وخجله الشديد..
سؤالي // هل تنصحني بتركه؟؟ وهل هذه أسباب كافيه للانفصال عنه؟؟ ((علما بانه صاحب دين وطالب دراسات عليا))
أنـــــا في حيره شديدة جدا من امري وارجو مساعدتك ورأيك لأتخذ قراري...جعله الله في موازين حسناتك..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله.. والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد ,,
عزيزتي / اليائسة..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وأهلًا وسهلًا بكِ في موقعكِ.. شاكرين لكِ اختياركِ (المستشار) الموقع الرائد في عالم الاستشارات والذي أسأله سبحانه أن يثيب كل القائمين عليه ويجزيهم الجزاء الأوفى..
يقول تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ} (التوبة: 109)..
فما أجمل أن تقوم الحياة الزوجية على أساس متين وقوي.. يكون ثابت وصامد أمام متغيرات الحياة وتياراتها وأعاصيرها..
بل أنه يزداد قوة إلى قوته وجمالًا إلى جماله كلما تقدم به قطار العمر..
فيا أيتها العروس العاقلة..
أتظنين أن بضع السنتيمترات الفارقة بين قامة الزوجين سببٍ كافٍ ومقنعٍ وقويٍ لفض ميثاق هذا العهد المقدس الطاهر بينهما؟!!..
إن كل عاقلٍ واعي سيجيب بــ.. (لا).. إذ أن التفهم والاحترام والمحبة والانسجام والألفة كلها معانٍ لا تقتصر على أشخاصٍ ذو مقاساتٍ طوليةٍ معينة..
كما أن هذه المعاني يخلقها كلا الزوجين خلقًا بعد التوكل على الله والاستعانة به {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (المؤمنون: 14) ,
وتذكري رعاكِ الله {إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}(سورة النجم: 28)..
لذا أوصيكِ بالتالي + مضافًا عليه ما تجود به نفسكِ يا مبدعة..
1/ خذي ورقة وقلم وسجلي كل صفات زوجكِ الإيجابية والسلبية.. ولا تنسي نفسكِ بصفحةٍ خاصةٍ ,تذكُري فيها صفاتكِ الإيجابية منها والسلبية, حتى يبقى حاضرًا في ذهنكِ أن كل شخص فيه من الخير والشر بمقدار ,, وحتى تهدأ نفسكِ وتسعد.. ومما ذكرته عنه:
[ أنه صاحب دين – طالب دراسات عليا].. وهذا أمر جيد وإيجابي..
2/[خطيبي شبه ساكت – لا يتكلم إلا نادر].. هنا سأقول لكِ.. أغمضي عينيكِ لبرهة واسرحي بمخيلتكِ..
ثم أطلب منكِ أن تبادلي الأدوار.. تخيلي أنكِ هذا الزوج.. ويتعين عليكِ أن تلبي كل الاحتياجات الأساسية لشريكِ حياتكِ من سكن وأثاث وحفله الزفاف ومتطلباته ووو.. الخ .
وهو يحاول جهده أن يرضيكِ فيما يفعله.. معتمدًا بعد الله على راتبه الذي ينتظره كل نهاية شهر لينجز من ترتيبات الزواج ما يقدر عليه..
وهو في سباق مع الزمن إذ أن الزواج كما قلتِ بعد عدة أشهر.. أضيفي إلى ذلك.. دراسته.. فهو يريد أن يوازن بين الكفتين..
هو يبذل جُلّ طاقته ليوفر لكِ في المستقبل القريب حياةِ مترفةٍ مريحة.. تخيلتِ الآن حجم الطاقة الذهنية والبدنية التي يبذلها من أجلكِ..
وبعد هذا.. أليس من العدل أن يُعذر في انشغال باله هذه الفترة.. وأُأكد لكِ بإذن الله أن باله سيستقر عندما تكوني بقربه في عشكما الزوجي السعيد إن شاء الله..
3/[خجله شديد].. الحياء صفه محمودة.. إذ أنها لا تأتي إلا بخير , كما أخبر عنها الرسول عليه الصلاة والسلام.. وهذا الخجل سيتراجع إلى أن يصبح في دائرة الحياء المحمود الذي يمنع صاحبه من الزلات إذا كان منبعه تقوى الله؛ لأنه منبع صافٍ زلال..
4/ لا تصغي لآراء الناس وتعليقاتهم.. فهي لا تتجاوز أن تكون مجرد آراء تتبع أهواء أصحابها.. فليس كل من نصحكِ مخلصًا لكِ أو يريد لكِ الأفضل!!..
لا تهتمي ولا تتأثري بهم ولا توليهم أكبر من أحجامهم.
وأثبتي لهم أنكِ أحسنتِ الاختيار في قبول زوجكِ بتبعلكِ له وإقامة حدود الله معه لتوفقا في حياتكما الزوجية وهذا ما يثبت لهم سوء ظنونهم..
ثم أن زوجكِ اختاركِ وطلبكِ من بين النساء برغم فرق طول القامة ولم تثنيه آراء من حوله.. ألا يدلكِ هذا حفظكِ الرحمن على تمسكه بكِ وأنه يريدكِ..
5/ أن كل حياة جديدة يُقبل عليها الإنسان يحتاج أن يتزود من المعرفة المقدار الذي يمكنه من خوضها بنجاح.. فحبذا أن ينضم إلى مكتبتكِ كتاب
[ تحفة العروس للإستانبولي] ستجدين فيه الفائدة بإذن الله..
6/ تيقني أيتها الغالية.. أن النجاح والسعادة في الحياة الزوجية لن تتحقق إلا بالقرب من الله إذ بيده وحده المحبة والسعادة والسكن والطمأنينة والرحمة يقذف بها في قلب كل من سعى للقرب منه سبحانه بالأعمال الصالحة وأشدها المحافظة على الصلاة في وقتها بخشوع وتأني .
الإكثار من النوافل , بر الوالدين , قراءة القرآن كل يوم بتخصيص ورد يومي , الاستغفار , الدعاء.. ألزمي نفسكِ وجاهديها لإرضاء الله.. وحتمًا سيرضيكِ الله.. قدمي له ما يحب.. ليعطيكِ ما تحبين..
أرجوا بعد قراءه حروفي وعباراتي هذه.. أن تكون نظرتكِ قد تغيرت.. واتضحت لكِ جوانب الصورة وأبعادها كلها.. لتري مدى روعتها وجمالها دون أن تركزي على جانب صغير لا يذكر وتغفلي بقية جوانبها فتبخسيها حقها..
أيتها الحبيبة..
لقد فوتي على نفسكِ من الوقت الوردي الكثير بتضخيم نقطةٍ لا تأثير لها على روعة الصورة..
فتداركي ما بقي من ذاك الوقت الجميل.. واعلمي أنه سيزداد جمالًا بعد أن يضمكما بيتٍ تدفئه مشاعركما أساسه قوي ثابت بإذن الله تعالى..
وأخيرًا::
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير..
ختامًا..
أسأل الله بمنه وكرمه أن يشرح صدركِ.. وينير دربكِ.. ويُسعد قلبكِ.. ويجمعكِ بزوجكِ على مودة ورحمة وسعادة وألفة تثمر بالذرية الصالحة البارة بكما التي تخدم الأمة الإسلامية.. آمين..
وصلى اللهم وسلم على عبدك وحبيبك عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.. دمتِ بود..
الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي
المصدر: موقع المستشار
